لماذا يجهل الشباب تاريخ القضية الفلسطينية !؟
مثلت القضية الفلسطينية محور اللقاءات الفكرية والتحركات الميدانية لكافة الحساسيات السياسية ومنظمات المجتمع المدني منذ ''طوفان الأقصى'' .
لكن رغم وجود هذه الديناميكية الاستثنائية إلا أن هناك شريحة عمرية من الشباب ليست على اطلاع بحيثيات القضية الفلسطينية فمن المسؤول عن ذلك؟
غياب القضية الفلسطينية في أذهان الشبان هي حالة عربية عامة
أفاد الدكتور في علم الاجتماع مهدي المبروك أن هناك ملاحظة عامة حول غياب القضية الفلسطينية لدى الرأي العام الواسع أي مختلف الفئات الشعبية سواء كانت متحزبة أو مثقفة أو غيرها.
وأرجع هذا الغياب إلى عدة أسباب وطنية واجتماعية وحتى ثقافية.
الإعلام الرسمي العربي ساهم في التطبيع وغيّب القضية
وقال في تصريح لموزاييك أن العامل الأول الذي يقف وراء غياب القضية الفلسطينية لدى نسبة كبيرة من الناشئة يخص صدارة الاهتمام بهذه القضية في النظام الرسمي العربي والاعلام الرسمي له.
وأضاف مهدي المبروك أن هناك موجات من التطبيع ومن الحصار الاعلامي على القضية الفلسطينية وهو ما يجعل الأجندة الفلسطينية في ترتيب آخر اهتمامات الشعوب العربية بما في ذلك تونس .
الانقسام الفلسطيني خلق مفاهيم جديدة لا تخدم القضية.
كما بين الدكتور مهدي المبروك أن الانقسام الداخلي لدى الفلسطينيين أنفسهم جعل من القضية محل تجاذب خارجي وخلق نوعا من التخلي لدى المهتمين بالشأن الفلسطيني.
وفي الخصوص أشار إلى أنه تم استبدال بعض المفاهيم القديمة في علاقة بالصراع العربي الإسرائيلي بمفاهيم جديدة تخص فقط الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
القضية الفسطينية كانت أيقونة الحركات الطلابية والحزبية
من جهة أخرى اعتبر المبروك أن التنشئة السياسية وقلة أنشطة الحركات الحزبية والطلابية والايديولوحية ساهمت في تناسي القضية الفلسطينية حيث كانت الجامعات والنقابات تمثل فضاء لإحياء بعض المحطات التاريخية في القضية الفلسطينية وحتى التظاهرات الفلكلورية ذات البعد الرمزي كيوم الطالب الفلسطيني لكنها غابت تدريجيا ليغيب معها الوعي بالقضية .
كما ساهمت ما يعرف بالقضايا القطرية أو المحلية حسب تعبيره كالتشغيل والبطالة والشاشة وغيرها في وضع أجندة وطنية بديلة على حساب القضايا العالمية الكبرى.
من جهته اعتبر الأستاذ المختص في تاريخ تونس المعاصر خالد عبيد أن هناك تغييبا للقضية الفلسطينية لدى الناشئة.
وقال عبيد في تصريح للزميلة بشرى السلامي أن المناهج التربوية التونسية وخاصة المتعلقة بعلم التاريخ تحتاج مراجعة جذرية لأنها تساهم في إنشاء جيل يجهل تاريخ بلاده فمابالك بتاريخ يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأضاف أن الطريقة الحالية لتدريس التاريخ لا يجعل التلميذ أو الطالب فخورا بتاريخ اسلافه أو حتى على دراية وفهم بالمحطات التاريخية الكبرى لبلاده .
*بشرى السلامي